صورتي
لم تحرمه الحياه من القدرة على الامساك بالقلم وترديد الذكريات

محمد عبد الحافظ

""لا اعلم هل شعرت معى نفس الشعور ام لا.... ان نخترق بيتا من تلك البيوت نعرف كم عدد الاطفال والكبار... نضحك اذا ضحكوا.... نتأثر اذا باحوا ننصهر فى عالمهم ..ودعابتهم نعرف ما هى مشكلاتهم.. همومهم ..عوائقهم.. من فقدوا فى نواحى الحياة ..ومن قسى عليهم ..ومن يحبون.. ومن يكرهون .......
لا يخلو بيت من تلك البيوت المتراصة محتضنة بعضها بعضا فى هذه القرية لا يفصل بينها الا جدار من الطوب اللبن الا وبه مشكلات...هموم... الام ...صرخات ....عبرات ...ولكن طالما وجد سقف وحائط يستران ما يقع داخلها... وطالما وجد صدر يحمل الاما ويكتمها... وطالما وجد فوق كل هذا رب لا يكلف نفسا الا وسعها... بقيت خامدة
ولكننى حين كنا ندخل البيوت ونعرف المشكلات كنت ادرك تلك الالام.. كنت اقع موقع صاحب الدار اذ يحكى معنا ..احمل فى صدرى ما يحمل
فى عينيه ارى مدى التأثر ومدى المعاناه..... يعصف الريح بخاطرى اذ يجلس وتراه كالسيل يصب الاما فى عالمى ويبوح ويعترف وكانه اخيرا قد وجد مصرفا لكل هذه الالام التى تثقله
كم يتشابه الاشخاص يا صديقى الانسان هو الانسان مهما علت او انخفضت معيشته المادية لا يزال يشتكى.. يبوح.. يحكى ..ويبكى ..الغنى من صفقة لم يربحها ...والفقير من لقمة لم يطعمها ..وتسير الحياه وتمضى صامتة هكذا ولكنه كان نوعا خاصا من الناس يا صديقى محمد عبد الحافظ هل تذكره لست صديقى اذا كنت تنساه وان كانت الحياه تبخل علينا احياانا بذاكرة صلبة لا تنسى فان ذلك الموقف بل ذلك اليوم كله لم يتأثر ببخل الحياه ولم يتأثر بطول ايامها ""

من قصتى ذكرياتى الجميلة"معسكر الصحة العامة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق