ما كان ...وما سيكون.. (قصة قصيرة)

قد اقع فى حبك يوما... سوف تدركين ذلك جيدا... سوف تدركين كم انا مهتم بك... كم اشكو لك.... كم اتألم من غير محادثتك....
قد ترين الوجوم على ان لم ارك يوما.... سوف ترين منى علامات الرومانسية كلها .....سوف يدق قلبك كثير....ا ولسوف تفتح حدائقك البكر لاول مرة....ولسوف تخطو ارجلى انحاء عالمك... اعلم ذلك ولسوف ازور احلامك....
سترقصين طربا حينها.... اخيرا وجدت ذلك القلب الذى يشعر بك ...الذى يفهمك......
ولكنى اوعدك سوف تندبين حظك مرة... سوف تلعنين اليوم الذى رأيتينى فيه حينما ترين ان حبك لا يكلل.... وان وفاءك لا يقابل منى بما يستحق..... وستشعرين بطعنة عالية فى كرامتك ألا اعترف لك بحبى ولسوف تلعنين ذلك الاحساس المهلك مرارا ان اسلم عليك ويدى تعترف انى احبك ولكن يأبى لسانى ان يفعل
ستسالين نفسك اذا كنت احبك فلماذا لا اعترف لك بذلك
وستسألين نفسك اذا كنت لا احبك فلماذا اعاملك كل المعاملة التى تفيض بالحب هذه
اعلم سوف يحدث هذا جيدا ولسوف تشعرين بمرارة قطرات العسل التى لعقتيها..... سوف تهتزين قليلا... سوف تعاودين التفكير فى نفسك قليلا ...سوف تتهمين نفسك قليلا.... سوف تنتظرين وتحاولين كثيرا... ولكننى واثق انها سوف تأتى ...لحظات الثورة على .
سينكرنى قلبك... وسوف تنكرنى عواطفك... وسوف تكرهنى كل حدائقك وقلاعك
سوف تصوبين كثيرا على بسهامك العدائية..و تدققين على نقاط الضعف سوف ترين كل ذلاتى وكل عيوبى
سوف تكرهين عالمى جدا اثق فى ذلك حينها فقط تعاودك ثقتك فى نفسك حينها فقط ستشعرين اننى سحابة ثقيلة وازيحت عن عالمك
وسوف تلعنين اياما كنتى تحسبينها ربيعا
ولسوف تدفنين ذكريات كنتى تحسبينها احلاما
ستعالجين عالمك سريعا ستلتقطين الافات المخربة من عالمك ستجدينها كثيرة ستكرهيننى اكثر ستكرهين ايامى اكثر
ستنشأين قلاعا اكثر
ستتعجبين من طباعى ستتعجبين هل يوجد فى العالم قلب بهذه الفظاعة وقلب بهذا الجفاء وقلب يقدر ان يمكر كل هذا المكر ويخدع ويخون ويمنى
ستخرجين حينها من عالمك سعيدة بعدما اعدتى بناء ما تلف واصلحتى ما فسد لقد صارت قريتك قوية الان اعترف لك بذلك وصارت قلاعك حصينة

اما انا ان تابعتينى ستجديننى لا اتغير كثيرا امارس اعمالى بمنتهى العادية بلا قنصان اى شئ هذا ما سوف يكون حكمك
حسنا... من حقك ان تظنى هذا..... ربما انت لا تجلسين معى ليلا اذا اذكرك... لا تكونين معى اذ اداعب بالقلم صفحات مذاكراتى مرهقا عالمى المحترق بحثا عن ذكرة لك.... وبحثا عن اى وردة تناثرت منك يوما.... وبحثا عن اى فراشة تسلقت فى اشجار حدائقك يوما
من حقك ان تظنى ما ظننت فانت لا ترين قلبى الذى يحترق ولا ترين مشاعرى التى تلتهب....
هل امنيها بعد فراقك بشئ...؟؟
ليس كل ما يؤلمنى هو فراقك صدقينى
ما يؤلمنى اننى سمعت صراخك وانتى تهتفين بحبى واننى عاصرت نحيبك وانتى تتألمين من صمتى
ما يؤلمنى اننى اعلم ان هذا يحدث لك و اننى استمع اليك وانتى تلعنينى وتشتكين منى
نعم اتألم ربما اكثر منك... ربما لن تصدقى انتى ذلك ....ربما الذكريات التى كنت ابحث عنها فى عالمى كانت تتساقط من عالمك لتدفنيها تحت التراب
ربما الرمال التى اسقطتيها على احلامك كانت تصيبنى بالعمى احيانا وانا فى خضم احلامى
ربما آلمنى فقدان حقى فى الدفاع عن نفسى
ربما آلمنى فقدان قدرتى فى الدفاع عنك
كان يؤلم جدا.. كان يحرق كسوط.. كان يفتت كبركان.. صراخك من صمتى..
ثم اطوف واعاود وانظر الى قسماتك الجميلة وانظر الى تصرفتك المجنونة وانظر الى ضحكاتك الصادقة
ثم احترق مجددا فى الليلة الاف المرات
هنالك يا ملاكى الصغير ما لا تعلمين
هنالك فى مدينتى الاف السحرة والاف الجلادين والاف القتله
وعند البحيرة فى مدينتى هنالك بركانا ضخما هل رأيته؟؟ هنالك اعصار هل رأيتيه؟؟ خارج مدينتى هنالك وحوش ضارية هنالك صحارى قاحلة هنالك موت هل عاصرتيه؟؟؟ هل رأيتى نفسك يوما وانتى هناك؟؟
انا فعلت... وقارنت بين عالمك وعالمى ...ومزجت بخيالاتى بينهم وتخيلتك بعيدا فى الصحراء وتخيلتك تقاسين متاهاتها ووحوشها ونسورها وتخيلتك تعانين وتخيلتك تندبين
هل انا اذن اتصف بالخيانة ان ضحيت بنفسى... بسعادتى فى وجودك ....ان ضحيت بكل شئ من اجل ان اتركك
هل لا زلت تلوميننى سرا...؟ هل لا زلت تلعنينى سرا...؟؟
لومينى اذن على شيئا واحدا ارجوك... اننى سمحت لقلبى بحبك واننى سمحت لتصرفاتى باظهار حبى لك واننى سمحت لعواطفى ان تنسكب فى عالمك مع علمى الشديد انها لن تروى ابدا ارضك الخصبة

من تأليفى