صورتي
لم تحرمه الحياه من القدرة على الامساك بالقلم وترديد الذكريات

اتمنى لك السعادة"قصة قصيرة"

اكتب هذه القصة ام لا اكتبها أكتبها ام لا؟؟؟

لكل واحدة منهما دوافعها ومعوقاتها

كذا تتلخص شخصيتى ظاهرة غريبة تسمى التردد امقتها كل المقت ولكننا ليس بايدينا اختيار صفاتنا

اذا كنت امام طريقين ايهما تختار الاول ام الثانى وهنا احب تقسيم الناس الى ثلاثة

الاول يختار طريقا واحدا منهم دون كثير تمعن لا يدانيه ادنى شك انه مخطئ يختار الطريق ولا اعرف لم كل هذه الثقة فى انه يسلك الطريق الصحيح وكأن عينيه قد غشيت تماما عن الطريق الاخر الغريب انه قد يمكث ساعات يعدد لك من مزاياه

احب ان اسمى هذه الطائفة بطائفة الاغبياء

الثانى هذا هو الواقف بينهما يرى من عقبات ومزايا هذا الطريق مثلما يرى من عقبات ومزايا الاخر

احب ان اسمى هذه الطائفة بطائفة الاذكياء

الثالث هو من عرف الطريق الصحيح بناء على كثير حكمة وطول تأنى وبُعد فكر وبذل جهد كبير اما هذه فهى طائفة العباقرة بلا شك

وبالنسبة لهذا التقسيم احب ان اكون غبيا يختار طريق واحدا عن ان اكون ذكيا يقف مترددا عند دبرهما

ولكن جاء حظى ان اكون من الطائفة المترددة

ولسنا فى زمن العباقرة على اى حال

كذا كان يحدث معى دائما عند كل اختيار

واذا كنت تتعرض لهذا الموقف عدة مرات فى اليوم الواحد فانت ذو حظ عاثر حقا

عفوا...لا تكن غبيا ارجوك...ما ادرانى ان هذا هو الطريق الصحيح دون غيره....دون حساب عقبات هذا وذاك وطول الطريق ومدى صعوبة تلك العقبات ايضا ....ان الامر اكبر من ان يحسب بسهولة

كنت مريضا ذات يوم وبى حمة شديدة نمت وعندما استيقضت صرت اكلمهم فى المنزل باشياء لم تحدث عرفت انه قد اختلط على عقلى الامر فلم يفرق حينها بين موقف قد حدث فى الحلم وموقف حدث فى الواقع

قالوا لى انها الحمة تؤثر على خلايا المخ

ولكن كل ما حيرنى سؤال واحد....هل يجب ان نثق فى عقلنا فى كل الاحوال؟؟؟؟

كنت اجلس فى المنزل يوما وهيئ لى اننى سمعت جرس التليفون وعندما رفعت سماعة الهاتف لم يكن احد هناك

كان يٌهيئ لى إذن....الاذن والعين ايضا قد يكونان غير اهل للثقة بهما فى بعض الاحيان

هذا ما يسمى بالهلاوس

ان وجود الهلاوس تلك يؤيد بكل تحد مبدأ هؤلاء ذوى الطائفة الثانية

ويجثم بكل شراسة ضد هؤلاء ذوى الطائفة الاولى

يبدو من كلامى هذا مدى اقتناعى بالتردد ووجوده ولو لشئ بسيط عند كل اختيار

الامر بسيط جدا....يمكنننى معرفة اى الطريقين افضل بطريقة جيدة وفعالة

ان اسلك الطريقين ثم بعدها اختار ايهما الافضل

هذا ما يسمى بعنصر الخبرة

اريد ان اخبرك شيئا عن الخبرة...انها ذلك الشئ الذى نكتسبه عندما نمر بالطريق الخاطئ...ونتعثر فيه ونتأكد تماما اننا سلكنا الطريق الاكثر عقبات وتعثرا

اليك الخبر السئ...انها لن تفيدك الا فى هذا الطريق فقط اعنى لا يمكن تطبيقها فى اختيارات لاحقة

كذا حال الخبرة يأتيك بمعرفة بعدما استغنيت عن حاجتك لتلك المعرفة

الخبرة خدعة اذن

اخبرك شيئا اخر علمتنى الحياه اياه...

لا يمكنك اكساب الخبرة لغيرك بالنصيحة وذلك لسسب ما لم اتمكن من معرفته ان عرفته ارجوك اخبرنى

************

شئ ما لم يدع لى طريقة للاختيار.... ان اقابلها...وقد هيئت لى الايام ان احدثها كثيرا

ان اول ما تتعلمه منها هى البساطة..البساطة فى كل شئ....فى التفكير فى المعيشة فى المعاملة فى الاختيار.....نعم حتى فى الاختيار

فى البداية ظننت ان بساطة تفكيرها ستكون سطحية لن تصل لتلك المعضلة من التردد التى تؤرقنى

عرفت لما تقربت منها اننى كنت مخطئا ..كان لها فى ذلك مبدءا بسيطا رائعا

ليس المهم هو اختيار الطريق الاول او الثانى

ان المهم هو قدرتك على التعامل مع العقبات انها تعتمد على الشخص الذى سلك الطريق عزيمته فى انهاء الطريق ارادته نظرته للهدف فى اخر الطريق وقدرته على المثابرة والدوام

لا يوجد طريق صحيحا انت من تجعله صحيحا بقدرتك وعزيمتك ونجاحك فى تخطى عقباته ولربما سلكت الطريق الاكثر عقبات وتغلبت عليها كلها وسرك وصولك لهدفك فى اخر الطريق كهدية الوردة لمن تالم من اشواكها

ربما تكون سعيد حينها من تخطى كل العقبات وربما تقويك هذه العقبات لتخطى عقبات اكثر صعوبة تضيف خبرة الى خبرتك وقوة الى قوتك

لقد اقنعتنى لست لاننى احببتها ولكن لمدى تاثير كلامها فى اعماق قلبى

حتى الخبرة عندها لم تعد خدعة هى شئ مفيد على ما يبدو

************

قالت لى يوما "اتمنى لك السعادة"

احببت منها ذلك..... السعادة هى طموح كبير اتمناه

احببتها حبا لا يسبقه اختيار ولا تردد وحادثتها كثيرا ونهلت من شخصيتها الكثير

حتى جاءت اللحظة الحاسمة لحظة الاختيار .....هل اتقدم لها؟؟؟

لا ....لا مزيد من التردد .....ليس بعد ما تعلمته منها فى هذه الايام

تقدمت لها وخالطنى شعور جيد حين خطبتها لى اننى وصلت الى نهاية الطريق واننى نجحت فى تحقيق الهدف المنشود

والحقيقة اننى كنت دائم الاعجاب بها...لم يفتر اعجابى بها ولو للحظة واحدة قلما يحدث هذا معى بالمناسبة

كلما رأيت فى بستانها زهرة اظهرت شخصيتها زهرة اخرى

هاجس ما أُلقى فى خاطرتى شئ لم اكن اتوقعه

أُلقى فى خاطرتى بغير اختيار فقط مثلما أُلقيت هيا فى طريقى بغير اختيار ومثلما أُلقيت انا فى حبها بغير اختيار

القى فى خاطرتى اننى لا اسعدها

لقد تمنت لى السعادة يوما لكننى اشك اننى قادر على اسعادها

ترى هل تشتكى منى بسببب ذلك؟؟؟ ترى هل تعانى من ذلك ولا تصارحنى؟؟

مللت نفسى.... لا لن استمر فى مضايقتها اكثر من ذلك

لن اكون السبب فى القاء كثير من الحزن والملل فى حياتها العذبة البسيطة

اعرف صديقا لى دميم الخلق ...يكذب احيانا... ويخون احيانا الا ان به صفة اخرى ...انه يعرف كيف يسعد انثى

الحقيقة اننى غير قادر على اسعاد قطة

ليس هذا تشبيها انه حقيقة

عندما كنت فى الثامنة من عمرى كانت لى قطة ومكثت معى لمدة شهر كامل كنت ارعاها بكل ما استطيع واحرص على اكلها وشربها وحتى نظافتها

بعد شهر كامل ما حدث اننا تركنا باب الشقة مفتوحا

وكنت ابحث عن قطتى كثيرا ولكننى لم اجدها عرفت انها كرهتنى فقررت الهرب

الغريب اننى كنت اظن اننى اوفر لها كل اسباب السعادة وحسن المعاملة

لقد قال لى صديقى يوما فكر جيدا قبل ان تتقدم لها هل هى ما تريد؟؟؟

ولكننى لم آخذ بنصيحته وسرت فى الطريق الذى ظننت انه صحيحا لم اتردد للحظة واحدة حينها.... لقد كان صديقى صادقا اذن لقد خاننى عقلى مرة اخرى

افترقنا بعدها... اختلقت لها عذرا جيدا كى ابعد عنها... لم تعرف هى السبب الحقيقى ابدا

اعتقد انها كانت سعيدة لفراقى ربما تقابل غدا من يستطيع اسعادها

ينتابنى الالم من الحين للآخر حين يثور علىَ قلبى فهل هناك شك انها اجمل من قابلت؟ فهل هناك شك انها افضل من قابلت؟ هل هناك شك انها اكثر من اثر فى شخصيتى؟ ولكننى تمنيت لها السعادة لا اكثر

************

ماذا لو كان كل تفكيرى خاطئا؟ ماذا لو كانت كل مبادئى وهما؟ ماذا لو كانت الهلاوس تسيطر على الجزء الاكبر من حياتى وانا لا ادرى؟ماذا لو كانت كل رؤياى للاشياء ضيقة صغيرة لا تعى اكثر من ذلك؟؟

معتوه انا اذن اتخبط دون معرفة الطريق الصحيح

من تأليفى

هناك تعليق واحد:

  1. نعم معتوه انت...لكم تمنيت ان اقولها ولكن كنت اخشى من قسوة وطأتها... ظننت دهرا ان كل ما بنيته بدأ ب ولكن ��

    ردحذف