صورتي
لم تحرمه الحياه من القدرة على الامساك بالقلم وترديد الذكريات

صديقى المكافح

كان يكبرنى بالكثير من الاعوام ولكنه تعثر كثيرا فى الحياة
كان يجلس معى ويحكى لى
اخبرنى انه دخل كالعادة كلية الطب مليئا بالامال والطموحات اخبرنى انه تمثلت له ذلك الطائر الذى سوف يحمله الى دنيا اخرى وعالم اخر وسوف ترفعه من ذلك العالم والمترامى الذى هو فيه
اخبرنى انه كان يسعد كثيرا ويفخركثيرا بهؤلاء الذين يقابلونه بكل احترام قائلين ازيك يا دكتور وانه كان يشعر فى قرارة نفسه انه يستحقها وانه نالها عن عناء من من هؤلاء المتراصين فى الشارع يستحقون هذه الكلمة؟ لقد نالها بتعبه وشقائه وجهده وعمله الدؤوب الذى اخبروه انه يجب ان يكون فقط فى هاتين السنتين ثم يرتاح فى كليته وفى بقية حياته
قال لى انهم قد ضحكوا عليه بهذه المقوله قال لى ان الامر لم يبد كذلك عندما دخل الكلية لقد وجد الامر صعبا لقد ظن ان بدخوله هذه الكلية انها اذن درجة السلم التى سوف ترفع بشأنه الى من منزلتهم اعلى من منزلته قال لى ان هذه الامور كانت تتساقط من خاطرته الواحدة تلو الاخرى اخبرنى كيف لم يوفق فى الكلية بعد ذلك
اخذ يرسب العام تلو الاخر كانت السنون تجرى به كان يرى اصحابه يتخرجون من كلياتهم ويتزوجون وهو لا يزال يكافح لكى يخرج من عامها الرابع
كان يضيق ذرعا بالكلية والغربة حيث كانت تشعره بكل هذا الهم على كاهله كان يضيق بالبيت بين اهله شاعرا انه الحمل الكبير عليهم بعد كل تلك السنين كان لا يخبرهم برسوبه المتكرر حتى لا يصدمهم كان يتحجج لهم باى شى لم يكونوا يدركوا حتى كم عام يتطلب لانهاء الكليه
كان يضيق ايضا بهؤلاء الذين ينادونه بيا دكتور قال لى انه شعر فى قرارةنفسه انه لا يستحقها انها امر اكبر منه
كذا كانت تمضى حياته محطمة ممزقة بلا هدف يهرب من بيته للغربة ومن غربته لبيته وقل اصدقاءه ولم يبق له احد الا عائلته تمزق قلبه حالهم
اخبرنى ان صديقه الذى عانى معه نفس المشكلات اصيب باكتئاب وهو لايزال يتعالج منه الى الان
اخبرنى انه اعاد ترتيب حياته لكى يشد من كفاحه لكى لا يرسب مرة اخرى
اخبرنى انه غير راض عن حياته كلما دعته الظروف للنظر فى حياته و للنظر الى مستقبله
كذا كنت احادثه .....شخصية محطمة يملأها الياس تجلس بجوارى
اخبرنى انه احس بوضع نفسه من الناس قال لى انه احس انه دون كل الناس ومع ذلك كان اذ يمضى فى بلده يبجلونه ويكرمونه وهم يعتقدون انه قد انهى دراسته واصبح طبيبا
قال لى ان الامال التى كان يحلم بها السيارة التى حلم ان يركبها الفتاه الثرية التى حلم ان يتزوجها المنزل الفخم الذى طالما حاول ان يمتلكه كل هذا ذهب من مخيلته
قال لى انه ندم على يوما ظن فيه انه يمكن ان يحقق كل هذا
قال لى هل تعلم ان كليه مثل هذه انما هى شكل اجتماعى يريد ان يتملكه الرجل الثرى لكى يكمل مظهره الاجتماعى وبريستيجه قال لى انه ليست لمثله من ابناء الفقراء الذين يكدون لكى يدخلوه الكلية
قال لى عندما لاحظ عدم قدرته على ترويض نفسه واخضاعها لان تتحمل وتعمل رغم كل هذا الاحباط الذى يصيبه امسك قليلا من التراب وكان يضعه على رأسه قال لى انه بهذا يزيد حماسه قليلا يقلل من إباء نفسه قليلا يعرفها منزلتها من الناس
كذا مضى ذلك الصديق يتحدث معى ويشتكى لى
كذا كنت اتحمل كل تلك الجرعة القاسية من الالم التى تصيبه
كذا كنت احييه فى نفسى على قدرته على التحمل لكل هذه السنين
كنت لا ادرى وقد كان يكبرنى سنا ويصغرنى دراسيا لا ادرى هل يمكن ان انصحه هل يمكن لكلماتى القليله ان تعيد من الامل فى ذلك القلب المتهدم
اثرت بعد ذلك الا اتحدث
اثرت ان اكون فى موقع المتعلم لا الذى ينصح
وكنت كذلك بالفعل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق