صورتي
لم تحرمه الحياه من القدرة على الامساك بالقلم وترديد الذكريات

العالم المتشابك


"ما هذا العالم المتشابك؟!
حتى الى اصغر القرى تصل هذه السلوك من الورق تربط الناس بعضهم ببعض ما لا يربطه الحديد
ليس يفهم ما بين الناس من تماسك الا من يدخل مكاتب البريد
هذه الجماهير التى ترى حرة فى الشوارع...فى اثرها رسائل تلاحقها وتاخذ بتلابيبها..تصدمها..وربما
عرقلتها وكفأتها او غيرت مجرى حياتها الى ما لا تظنه ولا يخطر لها على بال...
قد تكون استجداء او تهديدا...شكوى او تحكما....بعضها قسوة وبعضها استرحام...قد تكون محبة او عداء...مكتوبة بالعطر او بالدم.
..قد تكون كلها ارقاما تمثل خراب بيوت..وقد تظفر وحدها دون غيرها بدليل خيانة زوجة طاهرة....او اعتراف بجريمة.
..وقد تكون بعد ذلك تافهة..غثة تمثل ما فى الحياة من رغاء كهديل الابل
ولكنها رغم ذلك...لها قيمتها لانها مغلقة...مجهولة...مطوية..فلا يختلف جواب عن جواب..كلاهما سر محجب...
لو لان الصمغ لانكشف عن امر عجيب..وحتى لو لم يظفر المقتحم بشئ...فانه سيقع على امثلة من طبائع الناس واهوائهم:سيشجيه ان يرى كيف يضع الله فى كل قلب ما يشغله..! لا يتشابه قلب وقلب:كلها مسارة روحها مصونة..لا يفسدها الجوهرفالطبيعة فيها على حالها
لا مواربة ولا خداع ....وربما لا تحوى الحياة متعة تقارب لذة تتبع رسائل عقل حساس ايا كان عصره او طبقته"

من قصة البوسطجى ليحيى حقى

ما اجمل تلك الكلمات وما اروع احساسها

هناك تعليق واحد: