خطاب يوم 26/9/2002
هل تذكريـــــــن..يوم ألتقينا...لطالما تذهب بنا الايام ونهيم فى سماها..وتدور بنا فى سراديبها..لكى تلقى بنا..انا..وانت..فى عالمها الضيق........هل تذكريــــن....أول مرة التقت عينانا..حين دخلتى لى فى حجرة الكشف فى عيادتى الخاصة..حين كنت تشكين من مرض اصابك لقد اعجبنى جمالك اعجبنى طريقة حديثك ..والبسمة البريئة لا تفارق وجهك....واذكر رقتك...
هل تعلمين ياحبيبتى لقد تعمدت حينها ان اطيل الحديث معك، هذا ليس من طبيعتى ولكننى لم استطع ردع نفسى..شئ ما شدنى اليك...شئ ما بعثر روحى والقاها فى نهرك..لم اعتبر نفسى طبيبا حينها لقد خلعت ثياب الطب فى تلك اللحظة ولكننى لبست ثيابا اكثر طهرا.. ..ثياب حبك ياحبيبتى..شئ ما فى صدرى كان يضطرب..ويهيج..يصرخ بما فيك.. رقتك .. قناعتك..لطفك..ان اخبرك بما عندك من مرض ولا تزالين تبتسمين لم ار رضا كهذا من قبل..
اعتــــــــرف...........شئ ما كان ينقصنى.....وقد وجدته فيك
خطاب يوم 26/9/2003
اذكر يوم ذهبت لوالدك كى اطلب يدك منه كان يوما لا ينسى محفور بماء من الذهب على جسر حياتى..لا اعرف لماذا اعترانى ذلك الشعور حينها ان والدك سيرفضنى حتما..وانه سوف يستاثر بك..ويبخل على.....
هل تذكرين يوم جلست معك فى شرفة منزلكم قلتى لى حينها.....
"اجلس انا الطبيبه وانت المريض"
لقد كنتى كذلك بالفعل ياحبيبتى...لقد اعيانى قبلك ما اعانى من قسوة..حسرة ..يأس.. ولكننى وجدت علاجى عندك ودوائى فى حنانك قد كنت لى خير طبيبة
خطاب يوم26/9/2004
افتقدك كثيرا ياحبيبتى..ثمة اشياء كنت افعلها فى وجودك لم اعد قادر على فعلها
الايام تمضى وذلك الامل الذى وضعتيه فى قلبى يتآكل..يضمر..يتلاشى...عودى لى ياحبيبتى..عودى اذوب بسمة على وجهك..اهيم فرحة داخل قلبك..اقتل قسوة تلاطم قلبى.....
منذ فترة اغلظت لوالدتى العجوز وكنت ارفع صوتى عليها واخطأت فى حقها ثم تركتها وانصرفت
ولكننى عدت لها عندما تذكرتك..تذكرت حينما كنتى تنصحيننى بذلك..وكيف كنت تجلسين عندها ترققين قلبها على..وتلعبين باصبع من حنان على اوتار قلبى حتى ترضى هى عنى واقوم كى اقبل يدها ورأسها...
عندما تذكرتك عدت وفعلت ذلك ولكننى اخشى الا افعل فى المستقبل ياحبيبتى
اخشى ان الشق فى حائط الحنان الباقى فى قلبى يتسع...اخشى جدار العطف فى قلبى ينهدم ولكننى كنت اقبل راسها وارمى بتلابيب جسدى فى احضانها وكنت اشعر فى غيابات ضلوعها بحنين خاص حنين ينتشلنى من عالم الواقع الى عالم اخر......
.احساس احسست به من قبل هل تعلمى اين ؟؟...
فى حضنك انت ياحبيبتى
خطاب يوم26/9/2004
الا تعودين.....!! ياحبيبتى الا تجيبين... ان حياتى ريشة فى ريح عاصف تترامى هنا وهناك..لا احد ياخذنى..قلبى تتمزق اعمدته اوشك على الانهيار
وقد ذهبت من كنت اذيب الامى فى حضنها..واغسل قلبى فى حضنها
فقد ذهبت والدتى وبقيت وحيدا..طفل صغير يحتاج الى حنان وعطف
مالى لم اعد طموحا..ولا متفائلا فى غيابك..
ولكننى اخبرك ياحبيبتى ان المشوار الذى بدأناه سويا وكنتى تشجعيننى عليه لا زلت استكمله فقد اعجبهم كفائتى فى المستشفى وقرروا ان يجعلونى مديرا للمستشفى وكدت ارفض ولكننى تذكرتك...وانت قمر التفاؤل فى قلبى المظلم...وانت نقطة الامل فى حياتى السمجة وانك انت الطموح ووافقت واصبحت مديرا للمستشفى.
هل انت سعيده ياحبيبتى... ها هو حلم حلمناه سويا.. قد تحقق..
خطاب يوم26/9/2006
لقد جلست اليوم ياحبيبتى وانا اقرا خطاباتى التى ارسلها لك خطابا كل عام
هو يوم 26/9 يوم التقينا ...يوم يذكرنى بك..
وبعدما قراتها انتابنى شعور غريب انك لا تقرايها واننى اكتبها لنفسى وقررت ان اتوقف عن الكتابة اليك.........حتى هذا البصيص من الامل سوف اتوقف عنه.......
هل تذكريــــــــن..يوم افترقنا لقد كان على وجهك نفس البسمة..وانت ملقية على السرير. .وانا اجلس بجوارك..اراقبك..والمرض يفعل ما يفعل بك..وانا الطبيب عاجز عن فعل اى شئ..
هل تعلمى ياحبيبتى لقد كذبت عليك بشأن مدير المستشفى فأنا لم اصبح مديرا قط..
اعترف لانك لطالما تكشفين كذبى..لكن ما حدث انهم قرروا جعلى اترك العمل لتناقص كفائتى
وتركته وانا راض..هذا الطب ما اهميته اذ يجعلنى اتخلى عنك وقد خطفك المرض والقاك بعيدا بعيدا وانا اجلس بجوارك انظر لوجهك المبتسم.. ثم اخذك الموت ..اخذك الموت ..ولكنه.. ياحبيبتى قبل ان يأخذك ..قد اخذ اشياء كثيرة ..قد اخذنى كلى..... لم يعد بى امل.. او طموح ..او حياه.. لم يعد بى شئ........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق