صورتي
لم تحرمه الحياه من القدرة على الامساك بالقلم وترديد الذكريات

رسائل الى طيفها

"ترى اين بيتك من بينها؟...وماذا نت الساعة تصنعين؟....
لا شك عندى انك الان بجوار زوجك السعيد..تحدبين عليه بتلك الرقة التى اعرفها فيك...انى لاراك دائما فى صورة الزوجة المثلى...ذلك الطراز من الزوجة التى تمنيت الظفر به...ولكن الحياة ضنت به على
ما من رجل فى التاريخ سعد بزوجة عظيمة الا تخيلتها على صورتك واعطيتها ملامحك .واعرتها سماتك وصفاتك..."
"اه لو كان فى مقدورى اقناعك بان تحسنى بى الظن قليلا ...ثقى ان هنالك فرقا كبيرا بين حقيقتى الباطنة وحقيقتى الظاهرة لعامة الناس...اقسم لك انى فى الباطن خير بكثير من الظاهر...لان الباطن هو ملكى ومن صنعى .ولكن الظاهر من صنع الظروف"
"ثقى انى اعيش داخل نفسى فى عالم نقى مرتفع قدسىفاذا خرجت الى المجتمع انطفأت تلك الانوار من حولى"
"كل ما يحيا فى اعماق النفس يهمنى ...اما ما يطفو على السطح من زبد...فلا شأن لى به..
حتى حبى لك من ذا يظن انه كائن حى موجود؟...
ااه لو علم الناس انى احب!....ما من احد فى الوجود يرى ذلك الحب المضئ فى قاع نفسى كاللؤلؤة!...حتى ولا انت!...."
"هكذا لبث يكتب اليها على هذا النحو".."وهو دؤوب على رسائله الى طيفها لا ينقطع عنها.".."يكتب اليها ويكدس الرسائل فوق الرسائل دون ان يسمع عنها خبرا او يلقاها فى طريق ولقد طمع فى ان يضعها القدر امامه يوما"..
"كان يحس فى قراراة نفسه انه سيلقاها ذات يوم".."ولكن ذلك شعور داخلى لا اكثر ولا اقل..وهو شعور طبيعى يخامر كل قلب يبحث عن حبيب بعيد..هى همسة الامل الذى لا يموت..ولا يمكن ان يموت فى الانسان..."

من قصة لتوفيق الحكيم(رسائل الى طيفها)فى قصة الرباط المقدس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق