
- محمد ابوالحسن
- لم تحرمه الحياه من القدرة على الامساك بالقلم وترديد الذكريات
حب على حافة الالم
تلقى ذلك الاتصال الهاتفى عبر تليفونه المحمول وهو لا يزال مشغولا بتلك المجهوله التى حادثته ثم تردد قليلا فى اخذ القرار ..ركب سيارته وذهب الى المستشفى .........
شابه فى مثل عمره تقريبا تبدو عليها ملامح الحزن استقبلته عند البوابة
تاسفت له على احضاره وعلى ازعاجه
"ان الامر الذى انا فيه هو ما استدعانى ان افعل ذلك..لست اعلم اصحيح ما فعلت ام لا ؟ولكننى اضطررت الى فعل ذلك...
انها صديقتى اكاد افقدها ........
لم تتم كلامها وانهمرت دموع من عينيها"
ذهب الذهول تدريجيا من وجهه ليحل محله التاثر ..هدأها وسألها ما الامر
جلسا واخذت تسرد له الحكايه...........
"...لقد كنت انت فى الفرقة الثالثة فى كلية الهندسة وقد كانت هى فى الفرقة الاولى..حدث ذلك فى اخر العام عندما ذهبت هى لتحضر نتيجتها..كان الشباب مزدحم حول النتيجة ولم تجد هى سبيل الا الانتظار ...حينما جئت انت وطلبت ان تحضرها لها واخذت اسمها وبعد دقائق احضرتها لها وباركت لها ...
يبدو انك لاحظت الحزن فى عينيها حين ذلك واخبرتها انت ان مجموعها لا يحتمل حزن ....ثم باركت لها ثانية وانصرفت ...........ولكن ليس قبل ان تاخذ ذاك الذى بين جوانحها .........
فهذه المحادثة البسيطة منك...كانت كافيه لكى تفجر ذلك الينبوع من الحب فى قلبها
لم تكن النتيجة هى ما سبب لها الحزن حينها..لقد كانت والدتها قد توفيت فى هذا العام قبل دخولها الكلية ...
لطالما تمنت والدتها ان تراها وهى فى كلية الهندسة بعدما لاقت صعابا فى تدبير معيشتها بذلك المعاش الذى لا يكاد يكفى...
لقد احبتك حبا حبا شديدا ...وملأ حبك كل عالمها وقد شعرت تجاهك بالحنان....
وغريب هو حبها ذاك الذى ينبع من محادثة بسيطة لك...
لقد احست نحوك بعاطفة...عاطفة ام تمنت ان تراها وهى ناجحة فى كليتها ...وحنان اب لم تره منذ الصغر...
كانت تسعد كثيرا بتلك النظرة الصغيرة التى تلقيها لك اذا قابلتك صدفة فى الكلية ولا اذكرلك سعادتها حينما علمت انك قد عينت معيدا فى الكلية ...
كنت صورة الرجل فى عينيها كانت تملا بك كل فراغ تخلله عالمها المظلم ...وكانت تفكر فيك عند كل لحظة تعيسة لكى تؤنس وحدتها التى خلت الا من صداقتى
كانت نتيجة عامها الاخير فى الكلية منذ اسبوع وذهبت لكى تحضر النتيجة
اذكرها وعلى وجهها تلك البسمة... بسمة بريئة اختلطت بذكريات ايام تتذكرها هى دائما عند كل نتيجة ..
لقد كانت البسمة هى هى على وجهها عندما جئت الى المستشفى واخبرونى ان سيارة اصطدمت بها منذ اسبوع وحالتها تسوء يوما عن الاخر
*****************
بحث عن غرفتها ووجدها ....ودخل....فى عقله تتقلب الاف الوجوه اربع سنوات قد مضت على ذلك الموقف ترى هل يتذكرها ان رآها
ذلك الوجه الشاحب لم يعد يحمل كثيرا من الملامح لقد انهكه المرض
جلس بجوارها يتأملها....انه لاحساس سئ ان ينتابك الالم فى اول مرة يعرف قلبك بوادر الحب...
وجهها يزداد اشراقا شيئا فشيئا...بسمة تنير فى دنيا ذلك الوجه حينما حاولت بعناء فتح عينيها.........
*************
لقد تحدث الناس عن ذلك المهندس الناجح الذى بكى كثيرا على فقده زوجته القعيده بعد عام واحد من زواجه منها
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق